قف أيها المتكبر فأنت في ذيل القائمة
نلتقي بأصناف كثيرة من الناس في حياتنا ولكن ما يزعجني أولئك المتكبرون الذين يتعالون ويتحدثون مع الناس بفوقية مقيتة وينظرون اليهم نظرة دونية وما يزيد الطين بلة أنه اذا نظرت الى بعض أولئك تجدهم يقبعون في ذيل القائمة الاجتماعية بل يعيشون على هامش الحياة.
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما وجد أحد في نفسه كبراً إلا من مهانة يجدها في نفسه ويقول الأحنف رحمه الله عجبت لمن جرى في مجرى البول مرتين كيف يتكبر؟ وانظر الى نفسك أيها المتكبر حيث يصفك الشاعر في هذه الأبيات بقوله:
يا مظهر الكبر اعجابا بصورته
انظر خلاءك إن النتن تثريب
لو فكر الناس فيما في بطونهم
ما استشعر الكبر شبان ولا شيب
هل في ابن آدم مثل الرأس مكرمة
وهو ببعض من الآفات مضروب
أنف يسيل وأذن ريحها سهك
والعين مرمصة والثغر ملعوب
والسهك رائحة كريهة وثغر ملعوب يعني يحمل داخله اللعاب الذي لايطاق حتى من صاحبه لو خرجت من فيه فهل لك بعد ذلك ان تتكبر عجبا لك أما من تكبر من أجل المال أو المنصب أو منزل يسكنه أو سيارة فارهة يركبها فيجب عليه ان يستوعب هذا البيت الذي قال فيه الشاعر:
انظر الى من حوى الدنيا بأجمعها
هل راح منها بغير القطن والكفن
فيا من غرتك الحياة الدنيا قف مع نفسك وقفة محاسبة واجعل التواضع من سماتك الشخصية ولتكن فلسفتك في الحياة انها مزرعة الآخرة وأن الدنيا ممر والآخرة مستقر بعد ذلك سوف ترى أن لا داعي للكبر وأن الكبر لله وحده.
عبدالمولى زهيميل الحميداني