روعة المعانى
عدد المساهمات : 6 نقاطي : 574458 تاريخ التسجيل : 08/10/2011
| موضوع: نفخة الموت والحياة السبت أكتوبر 08, 2011 4:47 am | |
| [center]نفخة الموتوالحياة اعداد الموضوع : محمد بن لمين قال الله عز وجل { إذا زلزلت الأرض زلزالها } الزلزلة 1 هذه السورةمكية محكمة بالوعد والوعيد يخوف الله تبارك وتعالى بها عباده ويذكرهم فيها تزلزلالأرض وقيام الساعة لينتهوا عما نهاهم عنه من العصيان ويمتثلوا ما أمرهم به منالطاعة والإيمان . قال الله تعالى { إذا زلزلت الأرض زلزالها } يقول إذا تحركتالأرض بأهلها وتتمخض وتتطاير الجبال وتنقلع الشجر وترتج الأرض من مشرقها ومغربهافلا تزال كذلك حتى يكسر ما على ظهرها من جبل وبناء فلا تسكن حتى يدخل في بطنها جميعما خرج منها. وزلزلتها من شدة صوت إسرافيل عليه السلام وذلك إذا فرغت أحيانالدنيا وساعاتها وشهورها وأوقاتها وأعوامها وأيامها وحلالها وحرامها. قال عكرمةبن عبد الله المدني : إنما تقوم الساعة على شر الخلق إذا فرغت ساعات وشهورالدنيا وأوقاتها وأعوامها وأيامها وحلالها وحرامها و إذا خمد الحق وظهر الباطل وتركالناس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وركبوا المآثم واستحلوا المحارم وكثر بينهمالظلم وترك الجهاد وظهر الفساد وفشا الربا وكثر اللواط والزنا وشراب الخمر ولميعملوا بالقرآن واسودت القلوب وتزين الفساق بالمعاصي والذنوب . فيشتد غضبالجبار جل جلاله عليهم فعند ذلك يقول الله: يا إسرافيل انفخ الصعق فينفخ إسرافيلعند ذلك كما أمره الجبار جل جلاله فتزلزل الأرض من مشرقها إلى مغربها وذلك من غضبةيغضبها الجبار على المنافقين والفجار. روي عن النبي {صلى الله عليه وسلم} أنهكان إذا هبت الريح تغير لونه وكان يخرج ويدخل مرة بعد أخرى من شدة خوف قيام الساعةوزلزلة الأرض . وإسرافيل لا يقطع الصيحة حتى تغور عيون الأرض وأنهارها ونباتهاوأشجارها وجبالها وبحارها ويدخل الكل بعضه في بعض في بطن الأرض والناس خمود صرعىفمنهم من هو صريع على وجهه ومنهم من هو صريع على ظهره وعلى جنبه وعلى خده ومنهم منيكون اللقمة في فيه فيموت وما أدرك أن يبتلعها وتنقطع السلاسل التي فيها قناديلالنجوم فتستوي بالأرض من شدة الزلزلة وتموت ملائكة السبع سموات والحجب والسرادقاتوالصادقون والمسبحون وحملة العرش والكرسي وأهل سرادقات المجد والكروبيون ويبقىجبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت عليه السلام. فيأمر الله تعالى ملك الموتأن يقبض أرواح من بقي من الملائكة وهم: جبريل وميكائيل وإسرافيل ، فيفعل كما أمره ،ثم يأمره الله أن يموت فيموت ملك الموت بين الجنة والنار. ثم يطلع الله تباركوتعالى إلى الدنيا فيقول يا دنيا أين أنهارك وأين أشجارك وأين سكانك وأين عمارك أينالملوك وأبناء الملوك وأين الجبابرة وأبناء الجبابرة أين الذين أكلوا رزقي وتقلبوافي نعمتي وعبدوا غيري لمن الملك اليوم فلا يجيبه أحد فيقول تعالى الملك لله الواحدالقهار فينظر الجبار جل جلاله إلى عباده موتى من بين صريع على خده ومن بين بال فيقبره ثم يقول يا دنيا أين أنهارك وأين أشجارك وأين سكانك وأين عمارك وأين الملوكوأين الجبابرة لمن الملك اليوم فلا يجيبه أحد فيقول الله تعالى لله الواحد القهارفتبقى الأرضون والسموات ليس فيهن من ينطق ولا من يتنفس ما شاء الله من ذلك. ثمبعد ذلك ينزل الله تبارك وتعالى من السماء السابعة من بحر يقال له بحر الحيوان ماؤهيشبه مني الرجال ينزله ربنا أربعين عاما فيشق ذلك الماء الأرض شقا فيدخل تحت الأرضإلى العظام البالية فتنبت بذلك الماء كما ينبت الزرع بالمطر. قال الله تعالى { وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته } الأعراف 57 إلى قوله { كذلك نخرج الموتى } الأعراف 57 الآية كما أخرج النبات بالمطر كذلك يخرج الموتى بماء الحياة فتجتمعالعظام والعروق واللحوم والأشعار فيرجع كل عضو إلى مكانه الذي كان فيه في دارالدنيا فتلتئم الأجساد بقدرة الجبار جل جلاله وتبقى بلا أرواح ثم يقول الجبار جلجلاله ليبعثن إسرافيل فيقوم إسرافيل عليه السلام حيا بقدرة الله تعالى فيقول لهالجبار يا إسرافيل التقم الصور وازجر عبادي لفصل القضاء فأول ما يحيي الله تباركوتعالى إسرافيل ويأمره أن يلتقم الصور والصور قرن من نور فيه أثقاب على عدد أرواحالعباد فتجتمع الأرواح كلها فتجعل في الصور. ويأمر الجبار إسرافيل أن يقوم علىصخرة بيت المقدس وينادي في الصور وهو في فيه قد التقمه والصخرة أقرب ما في الأرضإلى السماء وهو قوله تعالى { واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب } ق 41 ويقولإسرافيل في ندائه أيتها العظام البالية واللحوم المتقطعة والأشعار المتبددة والعروقالمتمزقة لتقمن إلى العرض على الملك الديان ليجازيكن بأعمالكن. فإذا نادىإسرافيل عليه السلام في الصور خرجت الأرواح من أثقاب الصور فتنتشر بين السماءوالأرض كأنها النحل يخرج من كل ثقب روح ولا يخرج من ذلك الثقب غيره فأرواح المؤمنينتخرج من أثقابها نائرة بنور الإيمان وبنور أعمالها الصالحة وأرواح الكفار تخرجمظلمة بظلمات الكفر وإسرافيل يديم الصوت والأرواح قد انتشرت بين السماء والأرض ثمتدخل الأرواح في الأرض إلى الأجساد فيدخل كل روح جسده الذي فارقه في دار الدنيافتدب الأرواح في الأجساد كما يدب السم في الملسوع حتى ترجع إلى أجسادها كما كانت فيدار الدنيا ثم تنشق الأرض من قبل رؤوسهم فإذا هم قيام على أقدامهم ينظرون إلى أهواليوم القيامة وإسرافيل عليه السلام ينادي بهذا النداء لا يقطع الصوت ويمده مداوالخلائق يتبعون صوته والنيران تسوق الخلائق إلى أرض القيامة. فإذا خرجوا منقبورهم خرج مع كل إنسان عمله الذي عمله في الدنيا لأن عمل كل إنسان يصحبه في قبرهفإن كان العبد مطيعا لربه وعمل عملا صالحا كان أنيسه في الدنيا ويكون أنيسه إذا خرجمن قبره يوم حشره يؤنسه من الأهوال ومن هموم القيامة وكروبها كلما نظر العبد المؤمنإلى نار أو إلى هول من أهوال القيامة جزع فيقول له عمله يا حبيبي ما عليك من هذاشيء ليس يراد به من أطاع الله وإنما يراد به من عصى الله تعالى مولاه ثم كذب بآياتهواتبع هواه وأنت كنت عبدا مطيعا لمولاك متبعا لنبيك تاركا لهواك فما عليك اليوم منهم ولا حزن حتى تدخل الجنة. وإذا كان العبد خاطئا وعاصيا لذي الجلال ومات علىغير توبة وانتقال فإذا خرج المغرور المسكين من قبره خرج معه عمله السوء الذي عمل فيدار الدنيا وكان قد صحبه في قبره فإذا نظر إليه العبد المغتر بربه رآه أسودا فظيعافلا يمر على هول ولا نار ولا شيء من هموم القيامة إلا قال له عمله يا عدو الله هذاكله لك وأنت المراد به. قال الله تعالى { وأخرجت الأرض أثقالها } الزلزلة 2يعني ما فيها من الموتى والكنوز وما أودعها من أعمال العباد ومن مخبآت أسرارهم منأعمال الطاعة وأعمال العصيان 0 فيأمر الله تعالى أن تخرج أعمال العباد وذلك أنالعبد إذا خرج من قبره يجد عمله على شفير قبره فإن كان عمله صالحا وجده نورا يسترهويحجبه يستر عورته من أعين الناس ويحجبه عن النيران التي تسوق الناس إلى أرضالقيامة وإن كان عملا سيئا وجده ظلمة سوداء تكون عليه أشد من كل هول يلقاه من أهواليوم القيامة. هذا كله في النفخة الثانية وبين النفخة الأولى والثانية أربعونسنة فهو قوله { وأخرجت الأرض أثقالها } الزلزلة 2. ............................... المرجع: كتاب بستان الواعظينورياض السامعين للشيخ الحافظ ابن الجوزي[/center] | |
|